خشونة الركبة حالة ناتجة عن تآكل تدريجي في الغضروف الذي يسمح بحركة المفصل بسهولة. عندما يقل سمك الغضروف يبدأ العظم بالاحتكاك، ويظهر الألم والتيبس وصعوبة الحركة. العلاج لا يستهدف “إعادة الغضروف كما كان”، فهذا غير صحيح، بل يهدف إلى السيطرة على الألم، تحسين حركة المفصل، وتقليل سرعة التآكل. نجاح الخطة يعتمد على الجمع بين أكثر من وسيلة علاجية بدل الاعتماد على طريقة واحدة.
في مقالنا السابق ناقشنا كل ما تحتاج لمعرفته عن أسباب وأعراض خشونة الركبة لدى الكبار والشباب
محتوى المقالة
Toggleهل يمكن علاج خشونة الركبة نهائيًا؟
لا توجد طريقة مثبتة طبيًا تعيد الغضروف المتآكل إلى وضعه الطبيعي. التحسّن يحصل من خلال تقليل الالتهاب، تحسين قوة العضلات، تخفيف الضغط على المفصل، أو من خلال جراحة تُعيد الوظيفة. الجراحة (مثل استبدال الركبة) قد تمنح تحسنًا كبيرًا في الحركة والألم، لكنها لا تُعد “إعادة إنتاج” للغضروف الأصلي.
تشخيص خشونة الركبة
التشخيص لا يهدف فقط لتأكيد الخشونة، بل لمعرفة:
- درجة التآكل
- الجزء الأكثر تضررًا
- وجود مشاكل مصاحبة مثل تمزق غضروف أو التهاب أوتار
- الخطوات الأساسية للتشخيص تشمل:
- الفحص السريري
- أشعة سينية للكشف عن المسافة بين العظام
- رنين مغناطيسي عند الحاجة
- تحاليل دم عند الشك في الروماتويد أو النقرس
اختيار العلاج يعتمد على هذه النتائج، وليس على الأعراض فقط.
إقرأ أيضاً: التهاب جراب الركبة: الأسباب، الأعراض، التشخيص، وطرق العلاج
علاج خشونة الركبة: العلاج غير الجراحي
1) التمارين والعلاج الطبيعي
العضلات القوية حول الركبة تعمل كدعامة تخفف الضغط عن المفصل. عندما تضعف هذه العضلات يتحمل المفصل العبء كله، فيزداد الألم. العلاج الطبيعي يشمل:
- تقوية عضلات الفخذ الأمامية
- تمارين شدّ للأنسجة المحيطة
- تحسين طريقة المشي
- تمارين مائية عند كبار السن أو أصحاب الألم الشديد
هذه التمارين تقلل الضغط على الغضروف وتخفف الألم تدريجيًا. الاستمرارية ضرورية للحصول على نتائج.
2) تخفيف الوزن
حتى الوزن الزائد البسيط يزيد الحمل على الركبة بشكل مضاعف. تقليل الوزن يخفف الألم ويقلل الالتهاب ويبطئ التدهور.
3) تعديل الأنشطة اليومية
- تجنّب الوقوف الطويل
- تجزئة المشي على دفعات
- تجنّب الجري أو القفز
- استخدام مسند أو كرسي مرتفع لتقليل الانحناء
التغيير في نمط الحركة يقلل الضغط اليومي على المفصل.
4) اختيار الحذاء المناسب والدعامات
الحذاء ذو الدعم الجيد يوزع الوزن ويقلل إجهاد المفصل.
الدعامات داخل الحذاء قد تساعد في حالات انحراف محور الساق أو القدم المسطحة.
5) الأدوية المستخدمة لتخفيف الأعراض
الأدوية لا “تعالج” الخشونة، بل تخفف الألم والالتهاب.
الأدوية المستخدمة عادة:
-
مسكنات بسيطة (باراسيتامول/أسيتامينوفين) لتخفيف الألم الخفيف.
-
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل إيبو بروفين ونيفروكس) تخفف الألم والالتهاب، لكنها قد لا تناسب كبار السن بشكل دائم بسبب آثار جانبية (المعدة، الكلى، الضغط). الاستخدام الطبي الموجّه مطلوب.
-
مراهم وكريمات موضعية (مثل ديكلوفين موضعي أو كبساسين) مفيدة للأعراض السطحية وتقلّل الحاجة للأقراص لدى بعض المرضى.
يجب الحذر عند الاستخدام الطويل خاصة لدى كبار السن بسبب تأثيرها على المعدة والكلى والضغط.
الحقن العلاجية داخل المفصل
تُستخدم عندما يكون الألم متوسطًا إلى شديد ولا يستجيب بشكل كافٍ للأدوية أو العلاج الطبيعي. مثل حقن الكورتيزون، حقن اللزوجة (حمض الهيالورونيك) وحقن الصفائح الدموية (PRP)
علاج خشونة الركبة بالاعشاب والزيوت
بعض الأعشاب مثل الكركم والزنجبيل قد تساعد في تخفيف الالتهاب بدرجة محدودة عند بعض المرضى، لكن لا وصفه كعلاج رئيسي.
أما بالنسبة للزيوت، فالتأثير يأتي غالبًا من التدليك نفسه وليس الزيت.
حيث لا توجد أدلة مثبتة علمياُ على أن الزيوت تعالج الخشونة.
العلاج الجراحي لخشونة الركبة
الجراحة تُجرى عندما يصبح الألم معيقًا للحياة اليومية، أو عندما تظهر علامات تآكل متقدم. الحلول تشمل استبدال جزئي أو كلي للركبة، أو تعديل المحور عند الشباب الذين لديهم انحراف في الساق. الجراحة تُعيد القدرة على الحركة لكنها ليست الخطوة الأولى، بل الخيار الأخير بعد فشل العلاجات الأخرى.
في سياق مشابه:
الخلاصة
علاج خشونة الركبة يعتمد على خطة تجمع بين:
تقوية العضلات، تقليل الوزن، تعديل النشاط، استخدام الأدوية عند الحاجة، واختيار الحذاء المناسب. الحقن تُستخدم كدعم إضافي. والجراحة خيار فعّال للحالات المتقدمة التي لم تستجب للعلاج المحافظ.
كل خطوة تهدف إلى تحسين القدرة على الحركة وتقليل الألم وتحسين جودة الحياة، وليس “إزالة الخشونة نهائيًا”.


