ألم مفصل القدم مشكلة شائعة، خصوصًا لدى كبار السن والأشخاص الذين يعتمدون على المشي لفترات طويلة. المفصل يتحمل وزن الجسم بالكامل، وأي خلل فيه يؤثر مباشرة على القدرة على الحركة والاستقرار. الألم قد يظهر أثناء المشي، بعد الاستيقاظ، أو في نهاية اليوم، وقد يصاحبه تورم أو دفء في المنطقة. فهم سبب الألم هو الخطوة الأساسية لاختيار العلاج المناسب ومنع تدهور الحالة مع الوقت.
محتوى المقالة
Toggleما هو ألم مفصل القدم؟
مفصل القدم هو نقطة التقاء العظام مع الأربطة والغضاريف التي تسمح بالحركة. عند حدوث التهاب أو إصابة أو إجهاد زائد، يبدأ الألم في الظهور. الألم قد يكون حادًا ومفاجئًا بعد حركة خاطئة، وقد يكون تدريجيًا نتيجة تآكل الغضروف أو التهابات المفصل. بعض المرضى يشعرون بألم في منتصف القدم، وآخرون يشعرون به من الداخل أو في باطن القدم حسب الجزء المتأثر. عندما يتورم المفصل، تتجمع السوائل حوله ويصبح الضغط داخله أعلى، مما يزيد الألم ويجعل المشي أصعب. هذا يفسّر أيضًا ظهور الألم بعد الاستيقاظ بسبب تيبس المفصل، أو بعد الوقوف الطويل بسبب زيادة الحمل على الأنسجة الضعيفة.
أسباب ألم مفصل القدم
ألم مفصل القدم ينتج عن ثلاثة محاور أساسية: التهاب، إصابة، أو خلل في توزيع الوزن. كل محور يضغط على المفصل بطريقة مختلفة ويغيّر حركة القدم.
1. الالتهاب داخل المفصل
الالتهاب يجعل الغضروف أقل قدرة على الانزلاق. السطح يصبح خشنًا بدل أن يكون أملس. الاحتكاك يزداد. الألم يظهر عند الحركة، خصوصًا عند المشي. الأنواع تشمل:
التهاب المفصل العظمي: تآكل تدريجي للغضروف.
الالتهاب الروماتويدي والصدفي: استجابة مناعية تهاجم المفصل.
التهاب المفاصل النقرسي: تراكم بلورات حمض اليوريك داخل المفصل. ألم حاد وتورم واضح.
كيف يشعر به المريض:
ألم مستمر، تورم، إحساس بحرارة، وصعوبة في تحمّل الوزن. يظهر في المفصل نفسه وقد يمتد إلى باطن القدم أو الجهة الداخلية.
2. إصابات الأربطة والأنسجة المحيطة
الالتواء يحدث عندما تنحرف القدم فجأة. الرباط يتمدد أو يتمزق بدرجات مختلفة. المفصل يفقد ثباته مؤقتًا.
النتيجة: ضغط غير طبيعي على العظام والغضاريف عند كل خطوة.
كيف يشعر به المريض:
ألم حاد بعد الالتواء، تورم، صعوبة وضع القدم على الأرض، وفي الحالات المزمنة يظهر ألم متكرر مع أقل مجهود.
3. التهاب اللفافة الأخمصية
اللفافة نسيج يمتد من الكعب إلى الأصابع. عندما تلتهب، يتغير توزيع الوزن على المفصل. الألم يبدأ من باطن القدم، ثم ينتقل نحو المفصل مع الوقت.
كيف يشعر به المريض:
ألم شديد عند الوقوف من النوم. يخف قليلاً ثم يعود مع المشي الطويل.
4. التهاب الأوتار
الأوتار تنقل قوة العضلات إلى العظام. عند التهابها، الحركة تصبح مؤلمة لأن الوتر يشدّ على المفصل مباشرة.
كيف يشعر به المريض:
ألم مع الحركة فقط، يزداد عند صعود الدرج أو أثناء الرياضة. قد يظهر تورم بسيط فوق منطقة الوتر.
5. الكسور الإجهادية
شقوق صغيرة في العظام بسبب ضغط متكرر. ليست كسورًا كاملة، لكن كافية لإحداث ألم مع كل خطوة.
كيف يشعر به المريض:
ألم يزداد تدريجيًا. يظهر عند المشي الطويل أو بعد الرياضة. يختفي عند الراحة ويعود مع الجهد.
6. تشوهات القدم (مثل القدم المسطحة)
الوزن لا يتوزع بشكل صحيح. جزء من المفصل يتحمل أكثر مما يجب. الغضروف يتعب أسرع.
كيف يشعر به المريض:
ألم في الجهة الداخلية للقدم أو أسفلها. ألم عند المشي الطويل. الشعور بأن القدم “تتعب بسرعة”.
7. تورم مفاصل القدمين
التورم يزيد الضغط الداخلي. الغشاء المحيط بالمفصل يتمدد. هذا التمدد وحده مؤلم.
كيف يشعر به المريض:
ثقل في القدم، ألم عند ثني المفصل، صعوبة ارتداء الحذاء.
8. حرارة القدمين مع ألم المفاصل
حرارة موضعية علامة على التهاب نشط. الدم يتدفق بكثرة للمنطقة الملتهبة، فيزداد الإحساس بالدفء والألم معًا.
أعراض ألم مفصل القدم
أعراض ألم مفصل القدم ترتبط بطريقة استجابة المفصل للضغط أو الالتهاب أو الإصابة. كل عرض يعكس مشكلة معينة داخل المفصل أو حوله، ومعرفة شكل الألم تساعد في تحديد سببه.
1. الألم أثناء الحركة
عندما يتحرك المفصل وهو ملتهب أو مضغوط، يحتك السطح الغضروفي بشكل غير طبيعي، فيظهر الألم عند المشي أو الوقوف. هذا أكثر عرض يلاحظه المريض، وغالبًا يزداد في نهاية اليوم بسبب تكرار التحميل.
2. تيبّس المفصل
إذا بقي المفصل دون حركة لفترة، مثل النوم أو الجلوس الطويل، يصبح السائل داخل المفصل أقل توزيعًا. النتيجة: صعوبة في بدء الحركة وألم عند أول خطوات، ثم يتحسن ببطء مع المشي.
هذا يفسر وجود الم في مفصل القدم بعد الاستيقاظ من النوم.
3. التورم
التورم يعني وجود التهاب أو تجمع سوائل حول المفصل. الغشاء المحيط بالمفصل يتمدد، وهذا التمدد نفسه مؤلم. التورم يجعل المفصل أثقل ويجعل ارتداء الحذاء صعبًا.
4. احمرار أو حرارة في المفصل
علامة على التهاب نشط. تدفق الدم يزداد في المنطقة، وهذا يرفع الحرارة ويزيد حساسية المفصل حتى عند اللمس الخفيف.
5. صعوبة المشي أو فقدان القدرة على تحميل الوزن
عندما يكون الألم داخل المفصل نفسه وليس في الأنسجة المحيطة، يصبح التحميل مؤلمًا. بعض المرضى يضطرون لتغيير طريقتهم في المشي لتجنب الضغط، مما يسبب ألمًا إضافيًا في مناطق أخرى مثل الركبة.
6. الألم عند النشاط فقط
في حالات التهاب الأوتار أو الكسور الإجهادية، الألم يظهر مع الجهد أو ممارسة الرياضة ويختفي عند الراحة.
7. ألم يختلف حسب جهة القدم
– الجهة الداخلية: غالبًا بسبب تشوهات القدم أو الضغط المتكرر.
– باطن القدم: مرتبط باللفافة الأخمصية.
– أعلى القدم: قد يشير إلى التهاب مفصل منتصف القدم.
8. ألم في مفصل أصبع القدم
غالبًا بسبب النقرس أو خشونة المفصل أو احتكاك مزمن من الحذاء. الألم قد يكون حادًا ومفاجئًا، أو تدريجيًا.
9. انتشار الألم إلى مفاصل أخرى
عندما يكون السبب التهابيًا عامًا —مثل الروماتويد أو النقرس— قد يظهر الألم في القدم والركبة معًا، وهو ما يفسر شكوى وجود ألم في مفصل القدم والركبة.
الأعراض تختلف من شخص لآخر، لكن النمط العام ثابت: الألم، التيبس، التورم، وصعوبة المشي هي العلامات الأساسية التي تشير إلى أن المفصل يعاني من مشكلة تحتاج تقييمًا.
حالات خاصة لألم مفصل القدم
اختلاف موقع الألم وتوقيته يعطي دلالة مباشرة على السبب المحتمل. بعض الحالات ترتبط بطريقة المشي، وأخرى بوقت ظهور الألم، وأخرى بالجهة المصابة. توضيح هذه الحالات يساعد المريض على فهم ما يحدث داخل المفصل بشكل عملي.
1. ألم مفصل القدم عند المشي
عندما يظهر الألم تحديدًا أثناء المشي، فهذا يعني أن المشكلة تتعلق بالحركة نفسها. المفصل قد يكون غير مستقر، أو الغضروف متآكل، أو وتر متوتر ومتهيج. كل خطوة تضغط على المفصل، فيتحرك بطريقة غير متوازنة فيسبب الألم.
هذا النمط شائع في: التهاب المفصل، التواء القدم غير المعالج جيدًا، وتشوهات القدم مثل القدم المسطحة.
2. ألم مفصل القدم بعد الاستيقاظ من النوم
هذا الألم يرتبط بالتيبس الصباحي. خلال النوم تقل حركة القدم، والسوائل داخل المفصل تترسب. عندما يبدأ الشخص بالمشي، يحتاج المفصل وقتًا ليعود إلى حركته الطبيعية.
السبب الأكثر شيوعًا: التهاب اللفافة الأخمصية أو التهابات المفاصل المبكرة.
3. ألم مفصل القدم بعد الوقوف الطويل أو بعد الرياضة
التحميل المستمر يجهد الأوتار والغضاريف. بعد فترة من الوقوف أو بعد نشاط مثل الجري، تبدأ الأنسجة المتهالكة بإرسال إشارات ألم.
يرتبط هذا النمط بالكسور الإجهادية، وإجهاد الأوتار، والالتهابات المبكرة.
4. ألم مفصل القدم اليمنى أو اليسرى
الاختلاف بين الجهتين قد يمثل إشارة إلى سبب محدد:
– الألم في الجهة اليمنى غالبًا يظهر عند الأشخاص الذين يعتمدون على قدمهم اليمنى في النشاط اليومي أكثر.
– الألم في اليسرى قد يرتبط بطريقة الوقوف أو تشوه خفيف في محور الساق.
ألم جهة واحدة يدل عادة على إصابة أو إجهاد موضعي وليس مرضًا عامًا.
5. ألم مفصل القدم مع باطن القدم
هذا النمط يشير إلى أن المشكلة ليست في المفصل فقط، بل في اللفافة الأخمصية أو الوتر الرابط بين الكعب والمفصل.
الألم يبدأ في أسفل القدم ثم يصعد إلى المفصل بسبب تغير طريقة المشي.
6. ألم مفصل القدم من الداخل
الجهة الداخلية للقدم حساسة للضغط الزائد، خاصة عند وجود تشوهات مثل القدم المسطحة أو انحراف بسيط في الكاحل.
عندما يتحرك المفصل نحو الداخل بشكل زائد، يتعرض الغضروف للضغط فيظهر ألم مميز في هذه المنطقة.
7. ألم في مفصل القدم والركبة معًا
عندما تتغير طريقة المشي بسبب ألم في القدم، تنتقل المشكلة للركبة والورك. المفاصل تعمل كمنظومة واحدة، وأي خلل في القدم ينعكس على ما فوقها.
كما أن بعض الأمراض الالتهابية تؤثر على مفاصل متعددة في الوقت نفسه.
هذه الحالات الخاصة تساعد في تحديد سبب الألم وتوجيه خطة العلاج، لأن شكل الألم وموقعه وزمن ظهوره يمثل “علامة تشخيصية” مهمة توضح مصدر المشكلة بشكل مباشر.
تشخيص ألم مفصل القدم
تشخيص ألم مفصل القدم يعتمد على فهم كيفية ظهور الألم وطبيعته، ثم تحديد البنية المتأثرة داخل القدم. الهدف هو معرفة ما إذا كان الألم ناتجًا عن التهاب، إصابة، إجهاد، أو مشكلة في شكل القدم. خطوات التشخيص متدرجة، وكل خطوة تكشف جزءًا من الصورة.
1. الفحص السريري
الخطوة الأولى هي تقييم شكل القدم وحركتها. يتم الضغط على مناطق محددة لمعرفة مصدر الألم بدقة، وفحص مدى حركة المفصل، وقياس التورم أو الحرارة الموضعية. مراقبة طريقة المشي مهمة لأنها تكشف عن اختلالات لا يشعر بها المريض بنفسه.
الفحص السريري يحدد إن كان الألم ناتجًا عن مفصل، وتر، أربطة، أو باطن القدم.
2. تحليل المشي
بعض أنواع الألم لا تظهر بوضوح إلا أثناء الحركة. تحليل المشي يوضح:
– هل القدم تميل للداخل أو الخارج؟
– هل يتحمل المفصل الوزن بشكل متوازن؟
– هل توجد خطوة غير طبيعية تسبب ضغطًا زائدًا على المفصل؟
هذه المعلومات تساعد في تشخيص تشوهات القدم أو ضعف العضلات المرتبطة بها.
3. الأشعة السينية (X-ray)
تكشف عن شكل العظام ومحاذاة المفصل، وتستخدم لنفي أو تأكيد وجود:
– خشونة المفصل
– تشوهات
– آثار إصابات قديمة
– كسور إجهادية مبكرة في العظام تظهر غالبًا عند مناطق التحميل
الأشعة السينية أساس التشخيص في حالات الألم المزمن.
4. الرنين المغناطيسي (MRI)
يُظهر الغضروف، الأوتار، الأربطة، والأنسجة اللينة بدقة. يستخدم عندما يشك الطبيب في:
– التهاب أوتار
– تمزق أربطة
– التهاب اللفافة الأخمصية الشديد
– تلف الغضروف داخل المفصل
– تجمع سوائل داخل المفصل
الرنين المغناطيسي يعطي صورة واضحة عن أي ضرر غير مرئي في الأشعة السينية.
5. الأمواج فوق الصوتية (Ultrasound)
فحص سريع يوضح الالتهاب في الأنسجة السطحية، مثل:
– التهاب الأوتار
– تورم حول المفصل
– التهاب اللفافة الأخمصية
مفيد للمرضى الذين يعانون من ألم متحرك أو ألم يزداد عند اللمس.
6. تحاليل الدم
تُطلب فقط إذا كان هناك شك في أمراض عامة تؤثر على المفاصل:
– النقرس (مستوى حمض اليوريك)
– الالتهابات البكتيرية
– الالتهابات المناعية مثل الروماتويد
هذه التحاليل تساعد في معرفة ما إذا كان الألم جزءًا من مشكلة أكبر في الجسم.
تشخيص ألم مفصل القدم يعتمد على الجمع بين الفحص والمعلومات السريرية والفحوصات الداعمة. كل خطوة تكمل الأخرى، مما يمنح الطبيب صورة واضحة عن مصدر الألم وخطة العلاج المناسبة.
إقرأ أيضاً: كل ما تحتاج معرفته عن ألم مفاصل اليد: الأسباب، الأعراض، وكيفية العلاج
علاج ألم مفصل القدم
العلاج يعتمد على السبب، لكن الهدف ثابت: تقليل الألم، تحسين الحركة، ومنع تدهور المفصل. العلاج يبدأ دائمًا بالطرق غير الجراحية، ويُنتقل للجراحة فقط إذا استمر الألم أو كان التلف داخل المفصل واضحًا.
العلاج غير الجراحي
1. الأدوية
تستخدم لتخفيف الالتهاب والألم. الأدوية المسكنة ومضادات الالتهاب تساعد على تقليل التورم وتحسين القدرة على المشي. في حالات النقرس تُستخدم أدوية خاصة لخفض مستوى حمض اليوريك لتخفيف الالتهاب داخل المفصل.
2. العلاج الطبيعي
الحركة الصحيحة تعيد توزيع الوزن على المفصل. تقوية عضلات القدم والكاحل تقلل الضغط على المفصل وتثبت القدم أثناء المشي. تمارين التمدد تفيد في حالات التهاب اللفافة الأخمصية والتهاب الأوتار لأنها تقلل الشدّ على الأنسجة الملتهبة. الجلسات المنتظمة تقلل الألم وتمنع تكرار المشكلة.
3. تعديل النشاط
بعض الأنشطة تضغط على المفصل أكثر من غيرها. تقليل الوقوف الطويل، تقليل المشي على الأسطح الصلبة، وتجنب الحركات التي تزيد الألم يساعد المفصل على التعافي. الراحة ليست توقفًا تامًا، بل تخفيفًا للنشاط إلى حد يسمح للأنسجة بالشفاء.
4. اختيار الحذاء المناسب
الأحذية ذات الدعم الجيد تقلل الضغط على المفصل. الأحذية الطبية أو الفرشات الداعمة تساعد في توزيع الوزن بشكل متساوٍ وتقلل ألم الجهة الداخلية أو باطن القدم. في حالات القدم المسطحة تكون الدعامات جزءًا أساسيًا من العلاج.
5. إنقاص الوزن عند الحاجة
زيادة الوزن تضع عبئًا مباشرًا على مفصل القدم. تقليل الوزن يخفف الضغط، ويقلل الالتهاب، ويجعل الحركة أسهل. حتى فقدان وزن بسيط يمكن أن يخفف الألم بشكل واضح.
العلاج الجراحي
الجراحة تُستخدم عندما تكون المشكلة داخل المفصل واضحة ولا تستجيب للعلاج المحافظ. الهدف هو إزالة مصدر الألم أو تحسين حركة المفصل.
1. عملية إيثاق المفصل (Arthrodesis)
يتم تثبيت العظام في المفصل بحيث تتحرك كوحدة واحدة. هذا يلغي الألم تمامًا لأن الاحتكاك داخل المفصل يختفي، لكنه يقلل الحركة. يُستخدم هذا النوع في حالات الخشونة الشديدة.
2. عملية استبدال المفصل (Arthroplasty)
يتم استبدال المفصل التالف بمفصل صناعي صغير. هذا الخيار يناسب الحالات التي تدهورت فيها الغضاريف ولا يمكن إصلاحها. الهدف هو استعادة الحركة وتقليل الألم.
3. تنظير المفصل
يُستخدم لإزالة الأنسجة التالفة أو قطع صغيرة من الغضروف التي تسبب احتكاكًا داخل المفصل. الإجراء أقل تدخلاً من العمليات الكبرى، ويناسب الحالات المبكرة أو الإصابات المحددة.
العلاج يُختار بناءً على شدة الألم، مدى تأثر الحركة، ونتائج الفحوصات. كل خطوة في العلاج تهدف لتحسين وظيفة المفصل وتقليل العبء على القدم في الحياة اليومية.
الوقاية من ألم مفصل القدم
الوقاية تعتمد على تقليل الضغط اليومي على المفصل، وتحسين طريقة الحركة، وتجنب العوامل التي تسبب الالتهاب أو الإجهاد المستمر. هذه الخطوات ليست علاجًا بديلاً، لكنها تمنع عودة الألم وتقلل تكراره.
1. اختيار الأحذية المناسبة
الحذاء هو العامل الأول في الوقاية. الأحذية ذات الدعم الجيد تمنع انحراف القدم وتوزع الوزن بالتساوي. الحذاء غير المناسب يجبر المفصل على التحميل بشكل خاطئ، ومع الوقت يظهر الألم في الجهة الداخلية أو باطن القدم. الأفضل اختيار حذاء ثابت، ببطانة مريحة، ومقاس مناسب دون ضيق.
2. تقوية عضلات القدم والكاحل
العضلات القوية تحمي المفصل لأنها تمتص جزءًا من الصدمات اليومية. التمارين البسيطة مثل رفع الكعب، شد باطن القدم، أو تحريك الأصابع بشكل متدرّج تساعد في تحسين توازن القدم أثناء المشي وتقلل الضغط عن المفصل.
3. التحكم في الوزن
زيادة الوزن تعني حملًا إضافيًا على كل خطوة. الوزن الزائد لا يؤثر على الركبة فقط، بل على مفصل القدم مباشرة. تقليل الوزن يقلل الألم ويحسن القدرة على الحركة.
4. تجنب الأحمال المفاجئة
المشي لمسافات طويلة فجأة، الجري دون تدريج، أو القفز المتكرر يجهد المفصل ويعرّض الأربطة للالتواء. الأفضل زيادة النشاط تدريجيًا وعدم إجبار المفصل على تحميل أكبر من قدرته.
5. فترات راحة خلال اليوم
خاصة لمن يقفون لفترات طويلة. الراحة القصيرة تمنع تراكم السوائل حول المفصل وتقلل التورم في نهاية اليوم. هذا مهم بشكل خاص لكبار السن.
6. الانتباه لتغيرات القدم
بداية الألم، ظهور تورم خفيف، أو تيبس صباحي متكرر هي إشارات مبكرة لوجود مشكلة. تجاهلها يؤدي إلى تفاقم الألم. ملاحظة هذه التغيرات مبكرًا تساعد في التدخل قبل تطور الإصابة.
الوقاية ليست مجموعة تعليمات منفصلة، بل أسلوب تعيش معه القدم يوميًا لتحافظ على المفصل من الضغط الزائد والالتهاب المتكرر.
إقرأ أيضاً: نصائح مهمة للوقاية من خشونة العظام وعلاجها
متى يجب زيارة الطبيب؟
ألم مفصل القدم قد يكون بسيطًا ويزول مع الراحة، وقد يكون علامة على مشكلة تحتاج تقييمًا متخصصًا. معرفة اللحظة المناسبة لزيارة الطبيب تمنع تطور الألم وتقلل من احتمال تلف المفصل على المدى الطويل.
1. ألم مفاجئ في مفصل القدم
عندما يظهر الألم بشكل حاد دون مقدمات، خصوصًا إذا كان يصاحبه صعوبة في تحمّل الوزن، فهذا قد يشير إلى إصابة في الأربطة، كسر إجهادي، أو نوبة نقرس حادة. الألم المفاجئ يشير عادة إلى مشكلة تحتاج فحصًا سريعًا.
2. تورم شديد أو مستمر
التورم الذي لا يخف خلال يومين إلى ثلاثة، أو التورم الذي يزداد مع الوقت، قد يعني وجود التهاب داخل المفصل أو تجمع سوائل يحتاج لتقييم. التورم المستمر مؤشر على أن المفصل لا يتعامل مع الضغط بشكل طبيعي.
3. صعوبة المشي أو فقدان القدرة على تحميل الوزن
إذا أصبح المشي مؤلمًا بدرجة تمنع المريض من الحركة الطبيعية، فهذا يدل على أن المفصل غير مستقر أو يعاني من إصابة داخلية. هذه العلامة تستوجب فحصًا طبيًا لمنع تفاقم الضرر.
4. ألم ينتشر إلى الركبة أو الساق
عندما يمتد الألم إلى مفاصل أخرى فهذا يعني أن طريقة المشي تغيرت لتعويض الألم في القدم. استمرار هذا الوضع يسبب مشاكل إضافية في الركبة والورك، ويحتاج تصحيحًا قبل أن تتطور الأعراض.
5. ألم يستمر أكثر من أسبوع رغم الراحة
إذا لم يتحسن الألم مع الراحة، تعديل النشاط، أو استخدام الأحذية المناسبة، فهذا يدل على أن السبب ليس إجهادًا عابرًا. الألم المستمر يحتاج فحصًا لمعرفة ما إذا كان هناك التهاب مزمن أو تلف داخل المفصل.
6. حرارة أو احمرار واضح في المفصل
الحرارة والاحمرار علامات على التهاب نشط. إذا كانت الحرارة مصاحبة لألم شديد أو تورم، فهذا قد يشير إلى التهاب مفصل يحتاج لتدخل طبي.
الزيارة المبكرة للطبيب تمنع تطور الألم وتساعد في اختيار العلاج الأنسب حسب سبب المشكلة ودرجة التهاب المفصل.
استشارة طبية في جراحة العظام وانت ببيتك؟
يقدم الدكتور محمد الشولي لجراحة العظام وخبير في عملية تغيير مفصل الركبة بدون ألم, خدمات استشارية متخصصة تضمن لكم التشخيص الدقيق والتوجيه السليم للعلاج والعملية المناسبة باحدث التقنيات. احجز موعدك الآن معنا للحصول على الاستشارة عن بعد
الخلاصة
ألم مفصل القدم ليس مجرد انزعاج عابر، بل علامة على أن المفصل يتعرض لضغط أو التهاب أو إصابة يجب فهمها جيدًا. الألم قد يظهر عند المشي، بعد الاستيقاظ، في نهاية اليوم، أو في باطن القدم أو جانبه، وكل موقع يعطي دلالة على سبب مختلف. التشخيص الصحيح يبدأ بفحص بسيط، ثم أشعة أو رنين عند الحاجة، مع تحليل الدم في الحالات التي يُشتبه فيها بوجود التهاب عام مثل النقرس أو الروماتويد.
العلاج يعتمد أولًا على الطرق غير الجراحية: تعديل النشاط، تقوية القدم، اختيار الحذاء المناسب، الأدوية، والعلاج الطبيعي. معظم الحالات تتحسن بهذه الخطوات إذا بدأ العلاج مبكرًا. الجراحة تُستخدم فقط عندما يكون التلف واضحًا داخل المفصل أو عند فشل الخيارات الأخرى.
العناية اليومية بالقدم، والانتباه للتغيرات المبكرة، وتجنب الإجهاد المفاجئ عوامل أساسية لمنع تكرار الألم. كلما فهم المريض طبيعة الألم وسبب ظهوره، أصبح قادرًا على التعامل معه بطريقة صحيحة وتجنب تطوره في المستقبل.


